Type Here to Get Search Results !

صراع الوعي واللاوعي

 


بقلم: الاء حسن جاسم

الحقيقة إن الانسان هو نتاج تفاعل معقد بين الوعي الشخصي واللاوعي الجمعي الناتج من تراكم التجارب والمخاوف والقيم التي ترسخت في المجتمع والتي تشكل التفكير دون وعي مباشر .

لكن السؤال يكمن! هل الانسان إبن وعيه أم إبن مجتمعه؟

الانسان العراقي بشكل خاص عاش في مرحلة انتقال نفسية حضارية لم يعد كما كان ولم يصل بعد الى مايريد أن يكونه إنه لايعيش فقط صراعاً بين الوعي واللاوعي بل بين الهوية القديمة والذات الجديدة يعيش بين نوستالجيا الماضي وخيبة الحاضر .

حينما نعود بالزمن الى الوراء ماقبل 2003 نجد إن العراقي عاش مرهون للسلطة الابوية الصارمة والمجتمع التقليدي المغلق الذي كان تحكمه بنيه عشائرية ذكورية تُهيمن على سلوك الفرد وتفكيره .

وحينما نتقدم أكثر في الزمن الى مابعد 2003 واجهت الشخصية الفردانية العراقية صدمة الأنفتاح والأنهيار بعد سقوط النظام وحدوث الأنهيار الاقتصادي والأمني ،كل هذا خلق جيلاً يشعر بعدم الأمان الوجودي وهذا بدوره ولّد نوع جديد من الشخصية "القلقة"

الباحثة عن معنى ؛ حيث ضهر جيل قادر على التساؤل وكسر التابوهات وهذا مايدعي بالوعي الناقد المتنامي .

ولكن الأمر لايتوقف عند هذا الحد فمع التقدم الحاصل والتكنولوجيا الحديثة ابتدأت ملامح التناقض الداخلي والمرونة والانتهازية وحب المظاهر والتفاخر الناتجة عن نقص داخلي بالصعود على المسرح ،

يقول علي الوردي 

"العراقي يحمل في داخله صراعاً لايهدأ بين روح البداوة وروح التحضر انه بدوي حيناً ومدني حيناً آخر "

وهذا تفسير لك حينما ترى شخصا يهاجم الطائفية لكنه يمارسها في خياراته الاجتماعية يعارض الظلم لكنه يطيع الظالم.


الخاتمة /الفرد العراقي ليس منافقاً بل مهشم وهذا الصراع وإن كان مؤلما الا انه بداية حياة فكرية تكسر النظام وتقود بك الى ادراج ذاتك فأنت لاتختار البداية بل تختار الطريق .