بقلم: الاء النعيمي
تعتبر ظاهرة العنف الأسري في العراق منتشرة ومتوارثة في المجتمع العراقي، ولا يوجد حماية كافية للضحايا. يعاني النساء في العراق من ضغوط اجتماعية واقتصادية هائلة تدفعهن نحو إعلاء أولوية تماسك الأسرة، على حساب حمايتهن من العنف.
توصلت دراسة في العراق لنتائج مثيرة حول العنف الأسري ضد الأطفال، حيث وجدت أن هناك تباين مكاني وبيئي في العراق وعلى مستوى وحداتها الإدارية في نسب العنف الأسري ضد الأطفال، أذ بلغ حجمه (2764) طفلا لسنة 2020 وبمعدل بلغ (19.6) لكل 100000 طفل، وجاءت محافظة بغداد بأعلى معدل (28.3) وأقل معدل في محافظة كركوك بلغ (10.5), وتباينت النسب حسب البيئة (حضر وريف) وبلغت (60.3% و 39.7%) على التوالي، وحصلت الإناث على أعلى نسبة تعنيف بلغت (54.1%) وبنسبة (45.9%) لتعنيف الأطفال الذكور.
وتشير الدراسات إلى أن هناك عدة أسباب رئيسية للعنف الأسري في العراق، منها فقدان الثقة بين أفراد العائلة، والمشاكل الاقتصادية المتزايدة في البلاد، فضلاً عن الإدمان على المشروبات الكحولية. تتزايد حالات العنف الأسري في العراق بصورة مقلقة ومضطردة، دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج في ظل عدم وجود قانون يحد منها ويحمي ضحايا هذا العنف، وهم في غالبهم من النساء والأطفال.
العنف الأسري هو العنف الذي يحدث داخل الأسرة، ويشمل العنف الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي، ويمكن أن يتضمن التحكم والإهانة والتهديد والإساءة إلى الأطفال وكبار السن والزوجات والأزواج وغيرهم من أفراد الأسرة.
توجد عدة حلول مقترحة للحد من العنف الأسري في العراق، منها تشريع قانون ضد العنف المنزلي، وتفعيل دور الشرطة المجتمعية، وإيجاد مراكز لإعادة الاندماج ونزع سلوك العنف المتطرف من خلال الاستعانة بتجارب دولية في هذا الشأن.
وهناك العديد من الحملات التي تهدف إلى توعية المجتمع بخطورة العنف الأسري في العراق، وتشجيع الناس على التبليغ عن أي حالات يشتبه في حدوثها، وذلك لتحسين الوضع والحد من انتشار هذه الظاهرة المؤذية. ومن بين هذه الحملات، حملة “لا للعنف الأسري” التي أطلقتها منظمة “الأمم المتحدة للمرأة” في العراق، والتي تستهدف توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة، وتشجيع الناس على التبليغ عن أي حالات يشتبه في حدوثها، وذلك لتحسين الوضع والحد من انتشار هذه الظاهرة المؤذية. كما أطلقت منظمة “الأمم المتحدة للطفولة” في العراق حملة “لا للعنف ضد الأطفال”، التي تستهدف توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة، وتشجيع الناس على التبليغ عن أي حالات يشتبه في حدوثها.
يمكن القيام بالعديد من الأمور للحد من العنف الأسري، ومنها:
– توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة، وتشجيع الناس على التبليغ عن أي حالات يشتبه في حدوثها.
– تشديد العقوبات على المتسببين في هذه الظاهرة، وتوفير الحماية للضحايا.
– تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا، وتوفير المأوى لهم.
– تشجيع المجتمع على التحدث عن هذه المشكلة، والعمل معًا للحد من انتشار هذه الظاهرة المؤذية.
ولكن يجب أن نذكر أن هذه المشكلة تحتاج إلى جهود مشتركة من جميع أفراد المجتمع، وأن كل شخص يستطيع المساهمة في حل هذه المشكلة بطرق مختلفة .
تابعنا على