الڪاتِــبـة/ رُســل حَــيــدر الدوســري
مرحبًا ايُها الإنسان.. هَلْ يُمكنْكَ أنّ تَصغي إلىٰ هذهِ المقطوعة لوَهْلةً وأثْنَاءِ قِراءة المقال؟ أنّها تُذَكُرني بالاشياءَ التي تُصنع بِبهجة، إلىٰ الحنين بِكُلّ شيئًا بَعيد عَن الاعْيُن.. امّا ماذا عَن شعوركَ عندما تُصغي لهّا؟...
_حسنًا مرحبًا في فُؤادِكَ وَجَسْدَكْ الذي رُبما لا تَدرُكهُ..
حسنًا للتو، مرحبًا مُجدَدًا..
الآن أُحدثكَ أَيُها الإنسان هَلْ لا زلتَ تَدْرُكَني؟ ام تَذكرني وتُذكرني.. ؟أنني جَسدًا بلا عقل، وَروحًا بلا تفكير، أنني أشعر بِفؤادك عندما يَرتجف، بينما.. رُبما انتَ الآن تَقول انّهُ يَحدث العكس الا مَن المَفروض انَّ الجَسدَ الذي يَرتجف اولا؟ ولكن ما جدوى ذَلكَ؟ انَّ الشعور الذي يَنبعث اولا فَينبعث مِن قَبلِي ... جُل الذي أعلمهُ الآن وانا بِحالة التأكيد أنَّ لا زالَ عَقلُكَ يَعزُف على تفكيرهُ.. ولكن مِنْ الذي يبدأ اولا بِالعَزفِ؟ ليسَ العَقلُ كما تَعتقد.. حسنًا لا أرغب بِالحديثِ أَكثر... مرحبًا بِك مرة أُخرى في عَالَمُكَ الذي لا تَعرفهُ..
أَيُهّا الفُؤاد لِمَا انتَ في حالة لا مُتناهية مِنَ السَهو؟ انتَ مِنَ الذي تَقود حياة الإِنسَان ورُبما بِبهجة عَابرة..اراكَ الآن حَزينًا ومُرهقًا؟ ذاتَ أَعيُن غَائِرَة في عَالَمٍ لا تَعرف كيفَ أمكن أنّ تَستعيد صُدقهُ وَنبلهُ؟... انا ايضًا لا أَقصُد العَالَم.. بَلّ انتَ.. انتَ ايضًا مِنْ ضَمِنَ اولئِكَ.. انتَ الذي مِنْ اضاعَ بِجسدهِ، هَلْ تَعلم أيُهّا الإنسان انكَ جَعلتهُ مَظهرًا خارجيًا فقط! كأنهُ أخْتَبَأَ إلىٰ الداخل، إلىٰ داخل روحكَ.. أي انَّ أصبحَ جسدًا داخل روحًا علىٰ العكس... انهُ أَمرًا مُثير للأنهيار،دونَ شك! أُريدَكَ الآن فقط.. لِنتصور معًا هذا التداخل! بينما السؤال الأكثر أَهميةً.. كيفَ سَتُعِيْدَهُ للتو وهو بِحالة جَيدة؟ أيضًا انا لا أَعلَم.. رُبما اعتقد يُبتغى انّ يَكون هذا الأمرُ عَليكَ ولكن أَعلَم.. انكَ لَمّ تُحاول في إِعادتهُ بِشكل أفضل وأكثر ميتافيزيقيًا! لأنكَ أيضًا ضائع! اصبحتَ الان إنسانًا دونَ جسد، دونَ تفكير، دونَ جَدوى، دونَ ادراك، دونَ مأوى، و رُبما دونَ عقل! حسنًا قرأتَ بصورة جيدة؟ رُبما وليسَ بالتأكيد....
انَّ الإنس في بِداية الأمر يَسير على مُراوغةٌ مِنَ الأفكار والسّلوك ولمّ يَبقى لهُ سِوى عَقلهُ الذي يقودهُ إلى الانفعالات بِصورة أكثر ازدواجية.. يَجري بينهما دونَ جدوى، دونَ معرفة، دونَ حتى انتباه! يَجري ويَمضي بينَ إنسانًا وآخر.. يَتلقى ويَصغي إلى الكثير مِنَ الشكوى،! الكثير مِنْ حالات التَداخل التي إلى الآن ليسَ لهّا تَفسيرًا أو بِالأَصِل كما نعتقد ليسَ لها حَلًا أم مَنطقًا... وانتَ ضائِعًا بينَ هؤلاء الذين يَتحدثون دونَ مَعرفة.. الذين يُحاولون جَلب فُؤادك إلى عالَمهُم المُكتظ بهدوءٍ وشيئًا بعدَ شيء... حسنًا امّا بعد؟ هل لا زلتَ الان تصغي لهّم..؟ حسنًا لا زلتَ في مُحاولة الإِستمرار للأصغاء.. حسنًا للتو، أَعلَم بأنَّ مضَى الكثير مِنَ السنوات والوَهْلات وانتَ اشبه بِقطً ضائع ورُبما يَحلُم في إيجاد صوابًا للطبيعة... ولكن لِندخل الان بِحقيقة الحديث.. هَلْ تَعلم أنَّ ماتَحدثتهُ في الأعلى هو كنايةً عَن نِصفِ مَنْ تساؤلات جَسَدك؟ وصِرَاعٌا مُتداخل بِكُلّ أَفكارُكَ.. بِكُلّ ما تَمتلك مِنْ أجزاءِ لهّا أَجنَحةٌ في التَفكير.. تَتسائل ،تَتداخل في كُلِ أمرًا يَعيق ويَنفى لِترغب فقط في إبذار فِكرَتُها ام تَأمُلها.. فَــهّمَ كالطيور بلا أَجنَحةً.. بينما حقيقة الأمر أنَّ الطيور لهّا اوطانُها بينما أولئِك لا زالوا إلىٰ الآن يَبحثون عَن اوطانهُم ومَرفأهم داخل جَسَدُكَ المُتناسي.
هَلْ تَعلم ماذا يعني عالَمكَ الداخلي؟ استحالةً عَن العالم الخارجي..الذي ليسَ المَظهر كما تَعتقد.. بَلّ العَالَم الذي هو يَكدح،وانتَ أيضًا تَكدح في نَفس الآونة لِغرض السيطرة على أمرٍ ما حتىٰ وإنّ كانَ لا قيمةً لهُ! أَمّ لا فكرةً لهُ! لا جَدوى لذلكَ... إلى أولئِك الذين يستطيعون التَحكُم بِأَنفسهُم بِسهولة، إلى الذين يَستطيعون التَقلُب إلىٰ وعلىٰ جميع الأفكار والحلول التي لا وَسيط لهّا ولِكُلّ رأيًا مِنَهُم ليسَ لهُ مَنفى! حسنًا دِعنا نَستبدل مُصطلح السَيطرة بِكلمة (استيلاء)، الآن.. ماذا حَصل لِأفكارُكَ؟ الاستيلاء بعدها يأتي الإنسحاب تاركا لاثر امّا انّ يكونَ جيدًا أمّ نورًا بِداخلهِ ظَلام..
ثمةَ أمر.. بِأنّ كيفَ يأتي او لِمَا يأتي هذا الأستيلاء أو بِالأصِلِ لِماذا يُداهم النفسَ بِصورةً غير مُباشرة أي بالتدريج! انَّ الذي يُفصل هذا الاستيلاء هو تَوازن الروح وإتاحة الجَسد بِحرية لا مثيلَ لها! إنّ تكون حُرية الجَسد مُفعمة بِكيفية تَفكير الإنسان، كيفية جَعل عقلهُ مَليء بِالمشاعر النبيلة الصادقة..
أمّ الأكثر أهميةً يَجب أن يكون مُفعم بالحرية من جانب كيفية بِناء الإنسان بِالكامل وبِالتدريج؟! أي إعادت تكوينهُ كما يَفعلون ذوي الاطفال بِتهذيبهم منذَ الصَغر.. ولكن نَحنُ في هذهِ الوهلة لا نَعمل على تَهذيب الإنسان فقط لسلوكياتهِ! بَلّ ما يتلقاهُ الآن مِنَ الآخرين ومِنْ نفسهِ..بِما ذكرنا بِفكرة (الإستيلاء)سَواء كانَ مِنْ قَبلهِ أمّ مَنْ قَبل الإناس.. لا جدوى لذلكَ.
امّا ماذا عن عالمُكَ الداخلي؟ .. إلىٰ الآن هو يَبحث عن توازِنُكَ وتوازِنهُ.. يَبحث الى وضع إجابة ثابتة وَسؤال أيضًا ثابت يُطرح مِنْ قَبلكم.. لِماذا نَحنُ نَتناسى لداخِلنا؟ ليسَ داخِلنا يَقتصر على التفكير بشيءٍ ما .. ولا يَتجرد داخلنا فقط بِالعقلِ والفكر .... بَلّ أيضًا بِالجسد!! نَعم يا عزيزي بِكامل غَضبي اقولُ لك، الجَسَد ... الجَسد، الذي جَعلتهُ كالطير الفاقد زِمام امرهِ..
_إنّ سَبب إنفعالات الغَضب التي ليسَ لها تَحكم حتىٰ وإنّ أستطعنا التَحكُم بِها فَــهذا فقط تَحكم عابر أمّ وقتي! وليسَ دائمي..اذن أليسَ مِنَ المعقول إن لا تَتسائل، لِماذا لِكُلّ حَدث لهُ أثر في باطِننا ؟ أمّ لا نَستطيع إنّ نَترُك مكانًا ما الا ويرافقهُ فكرةً ام اثر أيضًا ؟ ولاسيما رُبما لا يكون اثرًا جيد.. رُبما يكون مُفعم بِالحزن السيء ام بِالذكريات الرديئَة؟.. البعض يتنبأ إنّ هذهِ الذكريات.. هي فكرة الوقوف في المنتصف .. ولكن ما شأن الوقوف؟ لماذا لا نقول بِإن هذهِ الذكريات ناتجة مِنْ عدم تفكيرنا بِشكل سيْماء وتجريد انفعالاتُنا للعقل والفكر والباطن.. تاركين اهمية إبذار إيعازات الجسد للفكر، أي بمعنىٰ إتاحة الجسد أيضًا بِالتفكير ؟ الحقيقية احيانًا لا تُفنىٰ ولا تُرمىٰ الى الخارج... أعلم بِإن داخُلِكَ لمّ يَحصلْ على لحظة هدوء واحدة ، عدم تحقيق الانسِجام بين هذين العالَميّن ، بِسببك!! هَلْ تَعلم؟ هذا ليسَ تأنيبًا.. بَلّ إكداح فقط في مُحاولة الإحساس بِكُلّ جزءٍ رَزقهُ البارئ لك..المأوى للداخل ، السلام للداخل ، الأمان للداخل ، الحرية الهادئة والكامِنة للداخل، التربية قبل التعليم للداخل ..الكثير مِنْ علامات التعجُب .. أين غائر وتارك هذين الأشياء في المنتصف؟ ثم الوقوع بِأمرٍ رديء أمّ عَدم مُواجهة موضوع واقعي يَعمل على ازعاجُكَ ام يَزعُجكَ بِالطبع؟ أي الهروب يا عزيزي ... الإنفعال في الحديث ثمَ الهروب دونَ جدوى .. لاسيما رُبما الهروب يُكثَف من السهو ،السهو في الحقيقة..، علينا ان نُعالج الأمر في بادئ الأمر وفي باطنهُ وفي وهلتهُ أيضا.. امّا لماذا نَصْطَفي الهروب بدلًا من أصْطَفَاء التوزان الروحي والجسدي؟ ام توازن العَالَميّن؟ أن نَجعل ما نُفكر بهِ يَخرج من جَسدنا يلمع وهلةً كالنجوم ، ثم يَرتحل الىٰ اظلال الأجزاءِ بهدوءٍ وسيماء، رُبما يَعتبر هذا نِصفِ مَن النَضجُ الفِكْريٌّ ... _"إِجْعَلْ جَسَدَكْ يُفكر ويَنْضَجُ مَعّكَ،فَلولا جَسَدَك ما كُنتَ بِما الذي تُفَكر فيهِ الآن".... شيئًا آخر ايضًا...رُبما لا يُوجد شيئًا مُنسجِم بِشكلِ تامٌا معَ شيئًا آخر، لِذَلِكَ نَحنُ نَبتغي أنّ نُحقق التَوازُنْ بِمبدأ أَفْضَلَ مِنَ الانْسِجَام ولِرُبما احيانًا.. فَحسب طَبِيعَة وبادئ الأمر.. بالتَالِي نحنُ نُحاول؟ نُجرب.. نَكدح ، نَبتغي ونُراود .. ونُناقش بِأفكار، ونَكتظ ايضًا بالكثير مِنَ الوقتِ، والوَهْلات، في مُحَاوَلَة الحُصول على عالَمٍ داخلي هادئ اولًا.. وَمُتَوَازِن ومُنسجِم بِصورة أقل وضوحًا وأكثر سَلَاسَةٌ و عُمقًا بِالمَظَهَر، _"المُحاولة، التَجربة، الإِكداح،الوقوع في وسط الظلام.. تَزرعُ وتَهب نورًا مِنَ البارئ ومِنَ النَفس، وأن أستغرقَتْ وَهْلات كثيرة".
أمّا النهاية أودُ انّ تَكون بِكلمةٌ ليسَت عَابِرَة .. _"إجْعَلُوا دَوَاخِلَكُم مَلِيئَة بِالروحانيّة وَالأرْتِياح.. لاسيما، كونوا اِطمئنان لِمن تُرَافِقوهُم".
تابعنا على