ا. د.ضياء واجد المهندس
قال سيد الشهداء،، وسيد شباب أهل الجنة،، الامام الحسين (ع) : ( خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي)
و لم يقل : خرجت لأدعوهم إلى أداء العبادات من صلاة أو صيام أو حج و زكاة، فهم يقومون بها عادة لا عبادة، ولانهم اتخذوا من دين الله شعارات لطغيانهم و ظلمهم و شرهم.. و لكي أجعلهم يكونو أمّة العدل والانصاف التي تتبنى الحاكم العادل لا الجائر ، و الّتي تركّز السلطة على أساس الشرعية ، و تنفتح على قضايا الحرية و العزّة و الكرامة ، لتكون كما أرادها الله [ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ].
أبى الامام الحسين ( ع ) أن يعيش إلاّ عزيزاً ، و انطلق (ع) ليؤكِّد للجميع و لكلّ الأجيال ، أنّه رفض العبودية و الأنقياء و الطغيان ، و رفض الظّلم و الانحراف عن سنّة رسول الله(ص) ، لتسير الأمّة بسيرته ، و لتحمل شعاراته ، لتجعل في كلِّ مرحلة من المراحل عاشوراء ، وكل أرض للثورة كربلاء،، من أجل العدل و الحرية و الاخاء .
و لذلك ، أيُّها الأحبة.....
ثار الامام الحسين (ع) من أجل رسالة جدّه ، و من أجل الإصلاح في أمّة جده ، ونحن نعيش في الواقع الإسلامي كلّه الفساد و الإفساد ، و نعيش الحكم الجائر و الظالم الفاقد للشرعية في العديد من البلدان التي الا اسلامية بسياستها و دعمها الى قوى الاستكبار و الاحتلال و على راسهم الشيطان الاكبر اسرائيل ، و نعيش الحكام الذين نصّبهم المستكبرون في العالم من أجل أن يحرسوا مصالحهم .
إنّ ما نعيشه الآن هو ما عاشه الإمام الحسين (ع) في الواقع الإسلامي ، فما عمل على تغييره وإصلاحه ، هو ممّا ينبغي أن نعمل على تغييره و إصلاحه .
لذلك ، ينبغي أن يكون اهتمامنا كيف نحمل رسالته في عملية الإصلاح؟؟؟!! ، و أن لا نتحرك بما يتحرّك به البعض من خلال التقاليد المتخلّفة ، فالامام الحسين ( ع ) لا يريد منا شعارات فقط، بل يريد سلوكيات و افعال و شعائر تكون نتاجها هو اصلاح الفرد و المجتمع و رقي الانسان ،،،، يريد شعارات و شعائر نتاجها عدم القبول بالظلم و الطغيان ، عدم القبول في تقبل المصالحة مع دول الاستكبار و اسرائيل على حساب دم الابرياء من المسلمين و هدم الدين و الاحسان .
لقد ثار الإمام الحسين (ع) من أجل إسقاط الطاغية يزيد ، فلنثُر من أجل إسقاط كل مخططات دول الاستكبار و الصهيونية و الفاسدين الظالمين ، و إسقاط كلّ الذين يسيرون معهم و يخضعون لهم ، فالقضيّة هي نفسها ، وإن اختلف الزّمن و الأشخاص .
لذلك ، علينا كأمّة إسلامية ، وخصوصاً الّذين يقولون إنّهم يخلصون للإمام الحسين (ع) ، أن نرتفع إلى مستوى القضيّة التي ضحَّى الإمام الحسين (ع) من أجلها .
علينا أن نمنع الذين يقتلون الأطفال في فلسطين ، وأن نرفض بأيدينا و نفوسنا و كلّ عقولنا الّذين قتلوا عبدالله الرضيع ، و الّذين يقتلون كلّ الطفولة البريئة .
إنّنا نريد أن نجعل من أمّتنا أمّةً تنطلق في طريق الحقّ ، و بهذا نخلص للإمام الحسين (ع) ، ونرتفع إلى الأفق الذي ارتفع إليه الحسين (ع) ، وإلاّ كنا كما قال(ع): [ إنَّ الناس عبيد الدّنيا ، و الدين لعقٌ على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا محصِّوا بالبلاء قلّ الديّانون ].
السّلام على الحسين ، و على عليّ بن الحسين ، وعلى أصحاب الحسين .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
ربنا الهمنا الصبر و الإيمان..
وامنحنا الصدق والاحسان
تابعنا على