بقلم: عمار السامر
لو تأملنا في قوله تعالى (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) تجد في هذه الاية الكريمة كلام يحث على التفاعل التعاوني البناء والإيجابي بين الأفراد من مختلف المعتقدات والتقاليد الدينية وغيرها من التوجهات الروحية والأفكار الإنسانية على مستوى الفرد وكذلك المؤسسات والهيئات الدينية.
الهدف من حوار الأديان هو تعزيز المودة والرحمة والسلام والتسامح والتفاهم بين الأديان المختلفة، وإلى تبادل الأفكار والحقائق والخبرات، وإلى مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية ومحاربة الافكار المتطرفة والعنصرية التي تهدف الى تمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمع.
لو اخذنا نظرة سريعة داخل الاديان السماوية لوجدنا جميعها تدعو الى التعايش السلمي والمذهبي والعرقي فالإسلام هو دين يدعو إلى حوار الأديان على أساس الحكمة والموعظة الحسنة، والجدل بالتي هي أحسن. فقد حاور النبي محمد -ص- أهل الكتاب والمشركين، ودعاهم إلى كلمة سواء بينهم، ألا وهي عبادة الله وحده لا شريك له.
كما أن الإسلام يحترم حرية الاختيار في المعتقد، ولا يجبر أحدا على دخوله بالقوة، بل يقول -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
ولو اتينا الى الدين المسيحي لوجدناه ايضا يدعو الى حرية الدين والمعتقد فقد قال البابا شنوده الثالث في لقاء الحوار المسيحي - الإسلامي في الدوحة بتاريخ الأحد 27 حزيران 2004 (الحوار ليس صراعا بين الأديان والحضارات إنما هو تعاون بين الكل. ليس هو مناظرات عقائدية إنما هو التفات نحو القيم الروحية المشتركة كلنا متدينون المسلم متدين والمسيحي متدين وكلنا نعبد الله. وكلنا نحب الفضيلة والخير بقي أن نعمل معًا. بالحوار يمكن لكل منا أن يفهم الآخر، وان يكتشف الخير الذي فيه، ويحب الخير الذي فيه).
وهكذا باقي الاديان والمعتقدات الدينية جميعها تدعو الى حرية الدين والمعتقد لانها تصب في مكان واحد.
تابعنا على