Type Here to Get Search Results !

مافيا الحب


بقلم : عباس السلطان
الاباء والامهات نيام، المثقفين نيام، الباحثين نيام، المؤسسات ومنضمات المجتمع المدني متوجهين نحو الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الأكاديميين يتبارون بنشر اكبر عدد من البحوث، اصحاب الشأن في عروجهم العاجية، الشباب غير مكترثين حجم المشكلة ومصيرهم المشتت.
( يستثنى مما ذكر حالات قلائل مهتمين بهذا الشأن )  وانا اخوض لوحدي في تلك الموضوعات التي تأخذ مجتمعنا نحو الواهية، مستمعاً للكثير من البنين والبنات الذين يعانون من المشاكل العاطفية، بعدما اخذت بهم الى منحى الانحراف والانحدار عن السلوك الانساني، يبغضون ربهم قبل ذويهم بالانتحار وتعاطي المخدرات وممارسة الرذائل، ما خفي منها وما بطن، متقوقعين حول هواتفهم التي لا تحمل اي مشاعر من الحب والعلاقات المتهالكة وصولاً الى مافيات الحب والتلاعب العاطفي الذي يسود مجتمعنا لسهولة الوصول الى اي شخص عن طريق الانترنت، ناهيك عن اصحاب الرسائل المقننة بالإنسانية والمودة من اجل تقديم نصيحة للطرف الاخر الذي يعاني من مشاكل اسرية او عاطفية او المعاناة من اهمال او مهمشين في مكان ما، معتبرين هؤلاء الاشخاص فريسة سهلة المضغ في واتسابهم وبرامج تسجيل الاصوات والاحتفاظ بالصور المبعوثة بعد الثانية عشر ليلاً.

           في كل الندوات والمؤتمرات اعول على ايدي الجميع بتوصيات  اطرحها للصالح العام ولأصحاب القرار، كذلك ولات الامور من اجل الحد من هذه الظواهر الناتجة من تلك العلاقات الكاذبة.

       انا مع الحب في كل مسمياته وداعم للحب الازلي النقي الذي لا يمكن بناءه على غايات ومصالح، عندما تجلس وحدك وهاتفك النقال بوضع الطيران بعيداً عن ثرثرة الجميع مبتعداً عن غرائزك وموقف عقلك عن التفكير بشراء سيارة احلامك و من علاقاتك التي لا ترتوي منها وبعد ارتوائك  خائفاً ان تصاب بالملل منها!

متسائلاً :-

*ماذا تريد من الحب ؟

*  لماذا تريد ان تتزوج ؟

* لماذا تريد ان ترتبط بشخص ؟

        عندما اقف امامك ستكون اجاباتك مدروسة ودبلوماسية ومحكمة،  ولكن عندما تكون مع نفسك تقف متحيراً خجولاً، لا تعرف ماذا تريد.

        قد يبدو ان الحاجة الملحة هي التي دفعتك الى هذه العلاقات وبعد التجربة ودخولك في  الثلاثين من عمرك ستدرك ما هو الحب، او قد تكون سطحياً الى حين وفاتك متعطشاً الى مغامرات الخيالية والكلمات المعسولة، التي تؤخذ بك الى منعطفات تسيء بها بخاصتك ومحيطك ناقلاً تجاربك الى احفادك لتملئهم من فشلك وعقدك النفسية.

هل فكرت يوماً ان تكون قدوة لأطفالك او لذويك او لأقرانك ؟

لا فقط تنتظر ينتهي يومك ليبدأ يوم مماثل مليء بمغامراتك الغريبة.

       وبعد هذا الخليط من العلاقات والمسميات التي تتكاثر هنا وهناك نترجمها حسب أهوائنا ومفادنا من هذه العلاقات، وصل بنا الحال الى العلاقات التي تنمو وتترعرع في المؤسسات الحكومية والشركات الاهلية، حيث يمكن تأطير تلك العلاقات بضوابط ومحددات وتسمى زمالة عمل، من المحزن تم تسيسها بمصطلح صديق العمل.

        ومن هنا بدأ التمادي بين الجنسيين بمختلف انواعه، يتبادل الحديث بينهما مخبرة صديقها بعدد مرات القبل التي تتلقاها من زوجها!

واي علاقات  هذه واي زمالة؟

        الى ان التهب بلعومي من الصراخ والانتفاض بين تجمعات الرجال والنساء قوموا بوضع الحدود قبل ان تبدأ الكارثة.

       سوف انوه قليلا انا لست مصلح اجتماعي ولا داعية اسلامي ولا راهب مسيحي فقد اطمح ان ارى الافراد ان تسلك سلوك متوازن بين الجنسين .

ثانيتا الى الشباب من كلا الجنسين متسائلا ولن احصل على اجابة شافية , ماذا تريد من الحب ؟

_لا جدوى !

 وبعد البحث والتحميص واخذ عينات من تجارب السابقين , توصلت الى قناعة قد لا تكون مطلقة، يجب ان يقابل الحب بالحب والا لا يوجد حب، مستثني من ذلك حب الاباء الى ابنائهم ولكن لا انسى هناك علاقات عاطفية يعطي الذكر حب بنسبة 80% والانثى 30%  والعكس صحيح.

          دعوة لجميع المقبلين على الزواج مرورا بالعلاقات العاطفية المختلفة اذا كانت نسبة التشابه بين الجنسيين 40% استمروا بها واعملوا على تقويمها سعيا لكمالها.

ومن الجدير بالذكر تلك النسبة من التشابه لا تشمل تشابه الفتاة مع الصبي من حيث الالوان والطعام مدعين ان ارواحهم متشابهة لأن كلاهما يرغبان بتناول الدولمة والدجاج المقرمش !

وبعد ذلك الضجيج والضجر هل تم صفاء ذهنك وتساءلت  :-

·        امي وابي عندما قدما لي هذا الحب من طفولتي لهذا الحين هل طالبوا بمقابل ؟

·        حبيبتي اذا لم اعطيها هدية هل اضمن حبها ؟

·        زوجتي اذا لم تعطيني الجنس هل ابقى معها ؟

·        هل انت مكلل اللسان وقلبك ينبض بقوة وفكرك متزاحم بالتكهنات ؟

سأجيبك، اذهب الى كتاب الله تعالى وتجلى بقوله (( وجعلنا بينهم مودة ورحمة ))، هذه الآية الكريمة التي تنفي كل اراء المتناقضين من متنورين وفلاسفة، اراد بها الباري عز وجل ان تكون معادلة الحياة الزوجية متساوية بالعطاء من اجل ديمومة الحب.

*************************

الزمان /  الحادية عشر صباحا من يوم ممل مضنٍ كئيب واذا بفتاة ترغب بالموت !

 لماذا ؟ 

الذي احبه سرق 5 اعوام من عمري وتركني!

**********************

المكان / مكب النفايات الساعة 12 ليلا شاب بدأ يشرب الكأس الاول من الكحول!

لماذا ؟

زوجتي تخونني بعد 10 اعوام من الزواج المثالي!

*********************

المناسبة / عيد الفطر الساعة الخامسة عصرا صبي يتزوج حبيبته بعد 7 اعوام من معارضة والدها.

********************

دائرة الصحة / مستشفى ابن غزوان، ماذا ؟

امرأة تلد اول طفل وزوجها يتوهج فرحا، ثمرة حبهما.

الحياة جميلة وانتم قادتها للسلام او التعاسة.