Type Here to Get Search Results !

ملحمة الألياذة و الأوديسا

بقلم: نجوان حكمت

الإلياذة ملحمة شعرية تحكي قصة حرب طروادة وتعتبر مع الأوديسا أهم ملحمة شعرية إغريقية للشاعر الأعمى هوميروس المشكوك في وجوده أو أنه شخص واحد الذي كتب الملحمة وتاريخ الملحمة يعود إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد . وهي عبارة عن نص شعري. ويقال أنه كتبها مع ملحمته الأوديسا . وقد جمعت أشعارها عام 700 ق.م . بعد مائة عام من وفاته. وتروي قصة حصار مدينة طروادة .

وكلمة إلياذة هي كلمة ألليوس القسم القديم لمدينة طروادة . وتدور حول ملحمة المسيني أخيل الذي أبحر لطروادة من بلاد الإغريق لينتقم من باريس الذي قام بغواية هيلين زوجة الملك منيلاس ملك أسبرطة ومن ثم هرب معها إلى طروادة، فقام الإغريق بتجريد حملة ضخمة للثأر بقيادة أجاممنون أخو منيلاوس، وقد هاجم جيش إمبراطور طروادة. والأوديسا تروي قصة الأمير الإغريقي أوديسيوس ( أوليس) عند عودته من طروادة، والتي تعرض فيها للعديد من الأخطار مع طاقم سفينته. وكانت قصائد هوميروس من الأدب الشعبي تروى شفاهة وتضم هاتين الملحمتين الطويلتين اللتين نسج على منوالهما الشعراء فيرجيل باللاتينية ودانتي بالإيطالية وجون ميلتون بالإنجليزية ملاحمهم.


الأوديسة هي واحدة من ضمن ملحمتين إغريقيتين كبريين منسوبتين إلى هومر . وهي جزئياً تتمة لملحمة الإلياذة المنسوبة هي الأخرى إلى هومر. وتعد ركناً رئيساً للأدب الغربي الحديث، فهي ثاني أقدم عمل أدبي أنتجته الحضارة الغربية، بينما الإلياذة هي الأقدم. يعتقد العلماء أن الأوديسة أُلفت بنهاية القرن الثامن قبل الميلاد.في منطقة ابونيا اليونانية الساحلية في الأناضول .

تركز القصيدة على البطل الإغريقي، أوديسيوس ، الذي كان معروفاً باسم أوليس في أساطير الرومان، وكان ملك مدينة إيثاكا ، وتركز أيضاً على رحلته لبلاده بعد سقوط طروادة. واستغرقت رحلته للوصول إلى إيثاكا عشر سنوات بعد حرب طروادة التي دامت لعشر سنين. وفي غيابه، وكان يُحسب أنه قد مات خلال فترة غيابه، فكان على زوجته بينلوب وابنه تليماتشوس التعامل مع مجموعة من الخاطبين العنيدين الذين كانوا يتنافسون لخطبة يد بينلوب.

كانت الأوديسة ولازالت تقرأ منذ عصر هومر، وتم ترجمتها للعديد من اللغات المعاصرة في أنحاء العالم. ويعتقد الكثير من العلماء أن القصيدة الأصلية ألفها، الشاعر والمغني اويدوس، كتقليد يتداول شفهياً على الأرجح، ويتلوها أحد الذين يمتهنون الإلقاء، فكان المقصود أن تسمع أكثر من أن تقرأ. فتفاصيل الإلقاء قديماً وتحول القصيدة لعمل مكتوب، لازالت محل جدل المختصين. فقد كتبت الأوديسة كحوار شعري إغريقي، وتحتوي على 12,110 سطر سداسي التفعيل. وما يثير الانتباه أن سير أحداث القصيدة غير خطي ومتتابع، وتأثر الأحداث بقرارات اتخذها النساء والعبيد، بجانب الرجال المقاتلين. فأصبحت كلمة الأوديسة في اللغة الإنجليزية وعدة لغات تعني الرحلة الملحمية.

للأوديسة تتمة مفقودة وهي التليجونية، والتي لم يكتبها هومر بل كانت تنسب قديماً لسيراثون الذي ينحدر من إسبرطة. ويشير أحد المراجع، إلى أن التليجونية سرقها يواجمون القوريني، والتي ينحدر من قورينا التي هي الآن في ليبيا.


تعرف الإلياذة بأنها من أشهر الملاحم الأدبية الهوميرية؛ وذلك نسبة إلى هومريوس، كاتب الملحمة، وهي في الأصل ملحمة يونانية، تُرجمت إلى معظم لغات العالم، لكنها موجودة بصيغة بالغة الدقة في اللغة الإنجليزية،فقد أرسى هوميروس قواعد وأسس الشعر الملحمي من خلال الشكل والمضمون، ويعود أصلها إلى اليونانية ونسبةً إلى مدينة تعني إليون، وهي عاصمة طروادة، والإلياذة هي الرؤية الملحمية والشعرية لحروب طروادة، وهي حروب نشبت بين اليونانيين والطرواديين لمدة عشر سنوات.وتعد ترجمة الأديب والناقد سليمان البستاني من أدق الترجمات الشعرية العربية للإلياذة، وقد أثرى البستاني ترجمته بشروح تاريخية، وأدبية مطولة؛ بهدف تقديمها إلى القارئ العربي بطريقة سلسة، وخالية من التعقيدات.أما الأوديّسة فكل شيءٍ متعلق بها يختلف عن الإلياذة؛ فهما تُعدان من الملاحم المتناقضة، وهذه المعلومة ظلت أفضل حجة تُساق للدلالة على أن القصيدتين من إبداع رجل عظيم، وفنان عبقري، استطاع أن يكتب ملحمتين متضادتين، وتتمحور قصة الأوديسة حول رجل يسعى إلى العودة إلى دياره، وفي طريق عودته يتحول إلى رمز للأرواح البشرية، يسعى إلى البحث عن معنى حياة البشرية.


وهذا الشخص هو أوديسيوس الذي يعرف ببحثه عن المعرفة من هذا القبيل في رحلاته؛ وسميت بالأوديسة نسبة إلى أوديسيوس، الذي يصبح رحالة، وينشغل في البحث عن أهم القضايا الفلسفية، وهذا التساؤل حول السبب الذي وجد لأجله، جسدت الأوديسة سعيه الدؤوب، للإجابة عن تساؤله.والأوديسة هي إحدى ملاحم طروادة، اختلف المترجمون حول اسم بطلها، لكن غالبًا ما يسمى أوديسيوس، وعند المشارقة، يدعى عولس، قام المترجم دريني خشبة بترجمتها إلى العربية، وهي أشهر ترجمة عربية للأوديسة صدرت عن دار التنوير،وينبغي الإشارة إلى أن مفهوم الملحمة في الأدب ظهر بالتزامن مع الإلياذة والأوديسة، وبالتالي، تعد الإلياذة والأوديسة أول ملحمتين كتبتا في تاريخ الأدب، كونهما وسيلة لتوثيق الأحداث التاريخية، وبعدهما استكمل الكاتب كتابة الملاحم،كما أن تاريخ الفلسفة يبدأ مع الإلياذة والأوديسة وقصائد هوميروس

والكتاب اختلف المؤرخون حول اسم مؤلف الإلياذة والأوديسة، ولكنهم اتفقوا على أن هومريوس هو لقب لُقِّب به لأمر عظيم أصابه في حياته فعُرف به، وأصبح يسمى بهوميروس بدلًا من اسمه، وهذا أمر معهود إلى حد بعيد، فهناك الكثير من الشعراء العرب الذين عُرفوا بألقابهم، وليس بأسمائهم، مثل المتنبي، والفرزدق، وغيرهم، واختلف النقاد والمترجمون حول معنى هوميروس، إلى حد بعيد، فبعضهم استنتج أنه لفظ من أصول يونانية، ويعني الرهينة في الحرب، أو الأسير، لكنهم لم يستطيعوا تحديد الحرب التي أُسر فيها، وفي معجم ألكسندر، ذُكر أن لفظ هومريوس هو مفردةٌ يُقصد بها الأعمى، في مدينة تدعى كومة وبها لُقب كاتب الإلياذة والأوديسة.أما اسمه فأشهر الروايات تقول إنه كان ميونيذس أي ابن ميون؛ لأن ميون ملك ليديا تزوج والدته وهي كريثيس، والطفل على يدها فدعاه باسمه، ويعتقد أن أبا ذلك الطفل من الجن، وهذا رأي أسطوري، وهناك رواية أخرى مشهورة تقول إن والد هومريوس داماسوغوراس، ووالدته أثرا، وأما مسقط رأسه فهي مصر، وقيل: في آخر الروايات أن اسم هومريوس، هو ميليسا جينيس، وهذه الرواية لهريودوتس، وهي أكثر رواية موثوقة، بحسب رأي النقاد والأدباء

وعدد الابيات الإلياذة، هي منظومة شعرية كتبت على البحر السداسي، وهو أحد البحور التي يُشاع استخدامها في نظم الملاحم الشعرية القديمة، ويزيد عدد أبيات الإلياذة على خمسة عشر ألف وخمسمائة بيت موزون، قُسّمت إلى أربعة وعشرين نشيدًا، وينبغي الإشارة إلى أن هذا التقسيم لا يعود إلى كاتب الإلياذة هوميروس، بل يُنسب إلى شخصية تدعى أريستاخوس، أجرت هذا التقسيم في القرن الثاني ق.م، بعد كتابة الإلياذة بفترة طويلة، أما عدد أبيات الأوديسة فقد اثنا عشر ألف بيت موزون، وتنقسم إلى أربعة وعشرين نشيدًا، وسبب هذا الانقسام هو ذلك السبب الذي قسمت على أساسه الإلياذة، والأوديسة وهو توزيع المنظومة المخطوطة بين صحائف متعددة.

شخصيات الإلياذة فيما يأتي نُبذة مختصرة عن شخصيات الإلياذة:الأبطال بطل ملحمة الإلياذة هو الفارس آخيل، الذي يعد محور العمل الملحمي، وهو أهم الجنود الإغريق. الشخصيات الثانوية تظهر شخصية هكتور، شخصية ثانوية في الإلياذة، وهو أحد الفرسان إضافة إلى شخصية فطرقل، صديق آخيل، وباقي الجنود في الحرب. شخصيات الأوديسة فيما يأتي نُبذة مختصرة عن شخصيات الأوديسة:الأبطال بطل ملحمة الأوديسة هو أوديسيوس ملك جزيرة إيثاكيا الذي يعود من الحرب، وهو شخصية منتقاة من ملحمة الإلياذة أصلًا، تبدأ مغامرته وهو في طريق العودة. الشخصيات الثانوية تظهر شخصية تليماخوس، وهو ابن أوديسيوس، الذي يعرف بكونه شخصية عظيمة وينهمك في البحث عن أبيه، وتظهر شخصية بنيلوبا زوجة أوديسيوس التي تعرف بكونها زوجة وفية.

وان وقت حدوث الألياذة والأوديسة 

يذكر المؤرخون أنّ الحرب التي كانت محور ملحمة الإلياذة، وقعت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد أو في الثاني عشر قبل الميلاد، أما الإلياذة فترجع إلى القرن التاسع ق.م، وتقتصر على حوادث الشهر الأخير من هذه الحرب، وهي قصة حب وحرب يتصارع فيها الأبطال من بني البشر ومن الآلهة على السواء،أما وقت حدوث الأوديسة فتذكر المصادر أنها وقعت في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وتحديدًا في فترة عُرفت بالعصر الحديدي. نستنتج أن الإلياذة والأديسّة من أهم الملاحم ، كتبتا على شكل أبيات شعرية موزونة، وتعدان من أهم المصادر التاريخية للحروب اليونانية والطروادية، وقد ناقشتا أهم المسائل الفلسفية، والدينية لليونان.


تناولت الإلياذة أيامًا من السنة العاشرة لحصار مدينة إليون، وبنى هوميروس عليها منظومته، وشرع فيها بقوله: ربة السعر عن آخيل بن فيلا :::أنشدينا وأروي احتدامًا وبيلا في هذا البيت إشارةٌ منه إلى أنه سيدور حول الاحتدام الذي حصل منذ اتقد إلى أن خمد، الملاحم والأشعار التي علق هوميروس؛ وأنتجت ما يقارب من الستة عشر ألف شطر أو شعرًا، ورغم هذا الحجم الهائل من عدد الأبيات، فإن الإلياذة خالية من الحشو، واللغو،


نستنتج أن الإلياذة والأديسّة من أهم الملاحم ، كتبتا على شكل أبيات شعرية موزونة، وتعدان من أهم المصادر التاريخية للحروب اليونانية والطروادية، وقد ناقشتا أهم المسائل الفلسفية، والدينية لليونان.


#المصادر 


١.هوميروس، الأوديسة، صفحة 4-10. بتصرّف.

٢.حليمة قعري، البطولة لدى الإغريق، صفحة 39. بتصرّف. 

٣.زكي نجيب محمود وأحمد أمين ، قصة الفلسفة اليوناية، صفحة 13. بتصرّف. 

٤.محاضرات في آداب الملاحم القديمة، صفحة 9-11. بتصرّف. 

٥.هوميروس، صفحة 205-206. بتصرّف.