Type Here to Get Search Results !

قراءة في رواية الجوف للكاتب احمد دهر

 


بقلم : نجوان حكمت
عندما نتحدث عن أحمد دهر ينبغي علينا النظر لآثاره ألابداعيه من خلال كتاباته  التي  لفتت انتباه ألقراء فهو عاشق يميل الى 
‎التغير والتجديد وتسري في كلماتة فيضانات من الاحاسيس الدافئة التي تعلوها البهجة  ويسكنها الحزن 
‎عندما قمت بشراء الرواية حملتها في يدي قلبتها قبل إن أقرأها  وأنا أفكر ماهذا العنوان ...الجوف .؟؟
أنكشف لي أثناء قراءة غلاف الكتاب الذي كان مائلاً الى البني الغامق أو الأسود وصورة لشابة وجهها يدل على أنها حزينه و خائفه.   في بداية الجوف كان هناك أقتباس للكاتب الكبير جبران خليل جبران "أهذه الحياة التي اكنت أركب بطن أمي لأجلها"
‎راودتني  افكاراً كثيره للبحث عن معنى الجوف الى إن توصلت ان معناه هو داخل الانسان،ومن هذا المنطلق فأن هذه الرواية تبحث عن الذات الانسانيه أي  ومن خلال قرائتي لها تبين إن الكثير من الناس يعيش وفي داخله جوف مليئ بالألغاز والاسرار الذي يملأها الحزن .هناك عدة رسائل في الروايه منها تختص بالحياه والحب والانسانيه وتحكي عّن قصة لازالت تحدث في بلادنا ومجتعنا ،افكارها قوية ناقشت مواضيع حساسة منها زواج القاصرات والجشع و العنف الاسري والاستغلال بمسمى الحب 
كتب احمد دهر  هذة الرواية بكلمات مؤلمة و واقعها موجع والتخلف الذي يعاني منه المجتمع 
‎الرواية مقسمه لثلاثة فصول اما في ٠
‎الفصل الاول :بداية الجوف 
‎تحكي قصة جنين داخل جوف أمه وكيف يعاني من الالم  والبؤس ويبدو إن الأم غذت جنينها بالحزن حتى سرى في دمه ،وفِي هذا الفصل يعطي الكاتب فكرة عما يواجه الجنين من ألم جسدي ونفسي ويبين التخبط المزاجي الذي يعيشه انعكاساً من معاناة الام لان الجنين يشعر بشعور ها وهذا الامر اثبتته الدراسات العلميه .وبالفعل نجح الكاتب بكل براعه إن ينقل صورة المعاناة التي يمر بها الجنين داخل جوف أمة و يجعلك تتأثرفي الكلمات 
‎حزناً وألماً .وانتقالاً
‎للفصل الثاني :ما قبل الجوف 
‎تروي بطلة القصة التي تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً حيث اجبرها والدهاعلى الزواج و كانت في مقتبل عمرها فهي  تعيش بين أب سكير لايفارق يده الكأس وأم حزينه يائسه وأخ سارق والآخر مدمن قام أبيها ببيعها الى زوج يكبرها عمراً مقابل المال لكي يعيش في رفاهيه ودلال على حساب أبنته .
‎وأنا أقرأ في هذا الفصل أتسائل ما بين نفسي وأنا حزينه كم لدينا مِن هذا النوع من الآباء ..في بلادنا ومجتمعنا .؟!
‎ ويأتي الجواب عن سؤالي هناك الكثر من هذا النوع لا يعد ولا يحصى رغم بساطة الحروف الاان المعنى للروايه عميق جداً ويدفع القارئ للتمعن و التدبر في كل سطر لان في كل سطر أو كلمه لها معنى  ..اما
‎الفصل الثالث:نهاية الجوف 
‎بطلة الروايه أنا لا اعلم هل أشفق على حالها أم أعذرها.؟! 
‎أيا لكل هذا السخط والبؤس والحزن
‎ وجدت إن السخط هو مفتاح الرواية فهو الشعور الذي مزقها لحماً و دماً لقد إنبثقت تعاستها جزعاً وجعاً
‎لكي تتخلص من بؤسها وعذابها رمت نفسها بحضن مايسمى (الحبيب الكاذب)  الذي رأت فية ذلك الانسان المخلص ولم تعلم انه كان يعشق جسدها فقط وليس روحها كم هي حمقاء وغبيه تبحث عمن يخلصها ولا تخلص نفسها من كل هذا الغباء والألم فقد استمرت بالهروب ولا تبحث عن المواجه فالمواجه لم تخطر على بالها .هل اعذرها  أنها تعيش في جحيمها الخاص ..لأنها تعاني ولأنهاأنزلقت آمله في حياة شغوفة لأنها أرادت إن تعيش كما للعيش معنى وإني سأعذرها لكن لم اتوقف عن كرهها ...ولكني سوف إتحمل واضع نفسي مكانها وأفكر ما تعانيه واحاول الوصول الى الخطيئة الرئيسيه في الموضوع  أهو الخلاص والعذاب الذي تعيشة مع زوجها يكبرها عمراً و الذي لم يرى فيها سوى جوفاً ممتلئ وطفلاً يحمل أسمة أم الاجبار والرغبة  العنيفة في حياة معينه رسمتها مخيلتها ام هو الضعف الإنساني .؟
‎ولكن الجنين ما ذنبة 
‎لم يكن له نصيب في الدنيا من كل شيء من حق الاسم،وحق النسب ،وحق العائله الحقيقيه،وحق الرضاعة .
‎وبالنسبه لي إن أردت إن أكره احد في هذة الدنيا سأكره هذا النوع من النساء التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها وأكره الرجل المشارك فيها .
‎إنها روايه عراقيه إمتازت بجمال الأسلوب كونها  خاليه من المسميات وهو أسلوب جديد لم يكتب به من قبل ويجعل القارئ يشعر بالنص أكثر من دون  إن يؤثر على النص لم ينتبه لهذا الشيء  الا القلائل .
‎لم أستطيع إن اقتبس شي منها ؟لأنها صالحه جميعها للأقتباس.
‎نسيان  الغروب لايعني إن الغروب لن يأتي ..والتعلق على حافة المنحدر لايمكن إن يطول ..والريح لا يمكن إن تبقى عاصفة لابد لها إن تهدأ ..لابد للقصيدة إن تنتهي مهما تطول إبياتها ..غمض العين لايعني العمى ..والسقم لن يبقى مهما تعلل صاحبه ..فالحياة سقماً لايشيفى ألا بالموت فنحن أصداء أصوات والصدى لابد إن يصمت مهما علت أصواتنا .أنقاض نحن وكذبا رأينا أنفسنا قصور أشلاء وأوهمونا بأنها أجساد الربيع أقصر..،والظلام أوحش فهل فكرنا بالظلام القادم ؟هل مسحنا الغبار لنبصر ..؟حياتنا 
‎شرارة...حرائق ...رماد ...فلم الغلوٌ..؟

اصدرت/عن دار الرافدين بيروت 
عدد صفحات الرواية /(95)صفحه