Type Here to Get Search Results !

ماذا لو.. عاد سوق الهنود في البصرة من جديد

 بقلم: هند السامر

عندما نتكلم عن البصرة نتكلم عن الحضارة ومختلف القوميات حيث شهدت البصرة في العصور القديمة تنوع الثقافات والقوميات والحضارات بسبب موقعها الاستراتيجي ومينائها الذي أصبح من اهم الموانئ في ذلك الوقت فكان اغلب الموجودين من التجار والبضائع من مختلف انحاء العالم.

سوق المغايز او ما يعرف سابقاً (سوق الهنود) الذي يقع في منطقة "العشار"، أحد أقدم الأسواق الشعبية في محافظة البصرة (منفذ العراق الوحيد على البحر) حيث كان ولوقت قريب يمتاز بوجود محال كثيرة متخصصة ببيع (البهارات والتوابل) الهندية وتوزع منها لجميع مناطق العراق بمختلف انواعها، لم يبق منها اليوم سوى الاسم فتكاد لا ترى هنديًا بها وحتى أنواع المواد المباعة تغيرت مع الزمن فبقت ذكرى جميلة تزين تاريخ البصرة.

سوق الهنود عمرها89 سنة في نهاية القرن الثاني الهجري كانت البصرة تعج بالهنود الذين كانوا يتوافدون عليها من بلادهم لطلب الرزق والاشتغال والتجارة. وكانت الكتب الهندية تتحدث عن البصرة وألف ليلة وليلة والشاطر حسن وكانت الهند غنية بمحاصيلها الزراعية والحيوانية واخذت تسيطر بتجارتها على ارض البصرة واسواقها وعلى هذا الاساس كان لا بد من تأسيس سوق خاصة بالهنود وابتدأت الفكرة عام1870 وبلغت اوجها سنة (1920) وبعد الاحتلال الانكليزي للبصرة في الحرب العظمى الاولى سنة 1914م واصبحت السوق هندية99% حيث كانت تسمع في مخازنها وحوانيتها اللغة الهندية التي اصبحت فيما بعد مزجا بالعربية وحتى الحمالون اتقنوا اللغة الهندية.

هل سنشهد في المستقبل القريب مثل هكذا في الماضي ام سوف يكون مجرد ذكرات يتلوها علينا ابائنا واجدادنا وتكون تلك الاحداث والقصص من قصص ألف ليلة وليلة.