بقلم الاء حسن جاسم
لم أكن مُهتمة بالمسرحيات العبثية بشكل خاص ولا بحياة الفنان صمويل بيكت قبل أن أُعثر على مسرحية في أنتظار غودو ليست مصادفة في الواقع ،
إخرجه روجر بلين لأول مره ثم تتالت بعده إخراج المسرحية بنسخ مختلفة على يد بيتر هول وأوتو فايس.
عَبرتُ من خلال المسرحية الى مكان مجهول بجانب شجرة واحدة جرداء مع شخصيتين يكادان ينفجران ضجراً وهما استراغون وفلاديمير اللذان ينتظران شخصاً غامضاً مجهول الهوية يدعى غودو حيث ان المسرحية لاتُركز على المكان وهذا مايدعى "أدب المكان الواحد".
تُناقش المسرحية وبشكل عام العبث واللاجدوى حيث ان غودو هي شخصية معنوية قد تكون الزمن او الحياة او الموت او المعنى الوجودي لكليهما ، وهذا يعكس الانتظار المستبد والمتكرر لحالة الانسان الذي يبحث عن معنى الحياة .
لم يحدد بيكت من هو غودو الى الآن وهذا يضفِ عليه طابع السوداوية من هو غودو ؟
هل هو الله؟ الأمل ؟ شخصاً مادياً؟
بالطبع لايشكك صمويل المهووس بالكتابة في قدرات الشخصية الغامضة في أخذ دور بطل مسرحيته لكنه لايريد لهذهِ الشخصية ان تتجسد في ملامح معنوية واحدة ،لايريد ان يسرق خيال وذاكرة القارئ مع فكرته الاساسية في حمل معنى الانتظار ،لتتحول الى مكان تصنعه رؤية مخرج واحد يؤول احداثها وفق قراءة أحادية.
ماهو السبب الذي يدفع شخصان من مستوى مهمش الى مغادرة منزلهما والتخلي عن الوظيفة وملاحقة هلوساتهما الداخلية والتساؤلات التي تفتك بهما؟
كيف يمكن لمكان واحد وشخصيتان رئيسية فقط مع شجرة ان تجعل الناس مهووسة بهذا العمل ولاتمل منه .
الانتظار ،الموت،الوجوه المصابة بالقلق ،جميعها اشياء حقيقية ومحتملة لكن الشجاعة تكمن في مواجهة الفشل والمجهول وحقيقة ان بعض الاشياء لايمكن استدراك حقيقتها في واقعنا الحالي .
درس غودو:الانتظار نحو اللاشيء هو خوف من نوع اخر .
تابعنا على