بقلم: نجوان حكمت
يشكل تاريخ الأندلس حلقة متميزة من حلقات التاريخ العربي الإسلامي، وقد حظيت بعض محطاته بعناية كثير من المؤرخين شرقاً وغرباً.
الاستشراق لفظة لم ترد في المعاجم العربية المختلفة، (أتحدث هنا عن المصادر) مثل لسان العرب لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز آبادي
الاستشراق في اللغة والواقع :
الاستشراق»، من الناحية اللغوية الصرفية، مصدر قياسي مشتق من الفعل المَزيد «استشرق» (على رأي نُحاة الكوفة)، وتفيد أحرف الزيادة في هذا الأخير (الألف والسين والتاء) معنى الطلب. وعليه، يكون اصطلاح «الاستشراق» دالاّ على طلب الشرق؛ أي: دراسة هذا الكِيان الحضاري تاريخاً ولغةً وثقافة ومعتقداً وتقاليدَ ونحْو ذلك مما يتصل به. وهو أمرٌ يجعل الاستشراق موضوعاً خصيباً لعلماء من حقول معرفية شتى، كلّ منهم يتناوله من زاويته الخاصة. يقول إدوارد سعيد معرِّفاً الاستشراق: «سيكون جليّا للقارئ... أنني أعْني بالاستشراق عدداً من الأشياء هي جميعاً، في رأيي، متبادَلة الاعتماد. إن الدلالة الأكثرَ تقبُّلاً للاستشراق دلالة جامعية (أكاديمية). وبالفعل، فإن الملصقة ما تزال مستخدَمة في عدد من المؤسسات الجامعية. فكلُّ مَنْ يقوم بتدريس الشرق، أو الكتابة عنه، أو بحْثه ـ ويسري ذلك سواء أكان المرء مختصا بعلم الإنسان (أنتروبولوجياً)، أو بعلم الاجتماع، أو مؤرِّخاً، أو فقيهَ لغة (فيلولوجياً) ـ في جوانبه المحددة والعامة على حدٍّ سواءٍ، هو مستشرق، وما يقوم هو أوْ هي بفعله هو استشراق». ودراسة الغرب لهذا الشرق لم تكن ترَفاً أو أمراً ثانوياً، بل هي ـ في الواقع ـ مدخلٌ أساسٌ لا غنى عنه لتحديد ذلك الغرب، الذي لا سبيل إلى تحديده ـ في نظر علماء الغرب ـ إلا بمُقابِله الآخر، بوصفه وجوداً حقيقياً قائماً ذا خصوصيات كثيرة. ومن هنا، فالعلاقة بين الغرب والشرق مبنية على التكامل بأوْسَع معانيه. وقد انطلق إدوارد سعيد من هذه الحقيقة الواقعية لتقديم تعريف آخر للاستشراق بوصفه «طريقة للوصول إلى تلاؤم مع الشرق مبنية على منزلة الشرق الخاصة في التجربة الأوروبية الغربية. فالشرقُ ليس لصيقاً بأوربا وحسْبُ، بل إنه كذلك موضع أعظم مُسْتعمَرات أوروبا وأغناها وأقدمها، ومصدر حضارتها ولغاتها ومنافِسها الثقافي، وأحد صورها الأكثر عمقاً وتكرارَ حدوثٍ للآخَر. وإضافةً، فقد ساعد الشرق على تحديد أوروبا (أو الغرب) بوصفه صورتها وفكرتها وشخصيتها وتجربتها المُقابلة. بيد أنه لا شيءَ من هذا الشرق تخيُّلي صِرْف. فالشرق جزءٌ تكاملي من حضارة أوروبا وثقافتها الماديتين».وقد قامت هذه الدعوة إلى التقارب بين الغرب والشرق، وتبنّاها قطاع واسع من العلماء والمفكرين في أوربا وأمريكا، في سياق خاصّ دأبَ على إقامة حدود صارمة بين الكيانين، وفي ظل قيام تيار فكري بنى تصوره للاستشراق على أساس أنه أسلوبٌ «قائم على تمييز وجودي (أنطولوجي) ومعرفي (إبستمولوجي) بين الشرق و(في معظم الأحيان) «الغرب»،يرمي، في جوهره، إلى «السيطرة على الشرق، واسْتِبْنائه، وامتلاك السيادة عليه».وقد تقبّل هذا التمييزَ جمهورٌ كبير جدا من الكتاب، من مشارب واهتمامات متنوعة، وجعلوه منطلَقَهم «لسلسلة محكمة الصياغة من النظريات والملاحِم والروايات والأوصاف الاجتماعية والمَسارد السياسية التي تتعلق بالشرق وسُكّانه وعاداته وعقله وقَدَره وما إلى ذلك»!
والاستشراق، في الواقع،
استشراقاتٌ، لا استشراقٌ واحد، تتفق في غايتها وهدفها الأساس، وتختلف في بعض الجزئيات والتفاصيل، على مستوى المرجعيات والخلفيات والرؤى المنهجية المعتمَدَة؛ مما يُضفي عليها طابعَ الخصوصية. ولعل أهمّ المدارس . في الاستشراق، خلال القرن العشرين، الذي ازدهرت فيه الأبحاث الاستشراقية وتطورت كمّا وكيْفاً، الاستشراق الإنجليزي (جيب ـ مارجليوث ـ توينبي...)، والفرنسي (ماسينيون ـ رودنسون ـ أندريه ميكال...)، والروسي (بوشكين ـ كراتشكوفسكي ـ بتغولييف...)، والألماني (فاجنر ـ بروكلمان ـ نولدكه...)، والإسباني (كوديرا ـ ريبيرا ـ بَلاثيوس...)، والأمريكي، وإنْ تأخر ظهورُه مقارنةً مع التيارات الاستشراقية المذكورة؛ ذلك بأنه لم يَعرف انطلاقته القوية إلا مع أواسط القرن الماضي، بعد توطُّد علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وانفتاحها على أبنائه باستقبالها أعداداً متزايدة من مُهاجِريه، وبإيفادها دارسين وأساتذة ومبشِّرين إلى الشرق وإقامتها مراكزَ علمية هناك توّجت، في بلاد الشام، بتأسيس الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي مصر بإنشاء جامعة بالاسم نفسِه في القاهرة. ولا يَستبعِد بعضُهم أن تكون دراسات إدوارد سعيد (مثل: الاستشراق (1978) ـ قضية فلسطين (1979) ـ تغطية الإسلام (1981) ـ بعد السماء الأخيرة: حيوات فلسطينية (1986) ـ الثقافة والإمبريالية (1993) ـ السلام والسخط (1995)...) هي التي فتحت شهيّة الأمريكيين لإيلاء مزيدٍ من الاهتمام لدراسة شؤون الشرق عامة، وما يتعلق منه بالعالم العربي والإسلامي خاصة. ومن أقطاب الاستشراق في أمريكا روجر أوين؛ أستاذ سعيد، الذي أبرز، في كتاباته النقدية التحليلية، جملة من سَلبيات الاستشراق الغربي الكلاسيكي، وانتقد تعاملَه مع الآخر/ الشرق من منطلق علاقة مَرْكز بهامش؛ كيانٍ متفوق بآخرَ متخلفٍ! وحاول أن يصحّح عدداً من نقط قصور ذلك الاستشراق. والواقعُ أن نظرة الاستشراق، بشتى اتجاهاته، إلى الشرق لم تكن موحدة ومُنْصفة دائماً، بل إنه كثيراً ما انحرف عن قواعد البحث العلمي، وجانَبَ جادّة الصواب، وخالَفَ الحقائق؛ فأصْدَر أحكاماً على هذا الشرق تبْخسه، وتستخفّ بإسْهامه في بناء صرْح الحضارة الإنسانية، وتلصِق به ما هو منه بَراءٌ. الأمر الذي قاد إلى ظهور ردود فعل عنيفة، أحياناً، من أبناء هذا الشرق تُجاه أولئك المستشرقين، وكتابات مضادّة للوقوف في وجه ادّعاءاتهم وتصحيح كثير من أغاليطهم وأفكارهم الخاطئة.
إن نظرة المستشرقين الإسبان إلى التراث العربي الإسلامي بالأندلس لم تكن بالصورة المذكورة دائماً؛ أي: مَبنية على الاعتراف الصريح بفضله العميم على إسبانيا وعلى أوربا كلها، وقائمة على اعتبار ذلك الموروث الغني جزءاً أصيلاً من التاريخ الإسباني، ولحظة من لحظات إشعاعه الفكري والثقافي، ومحدِّداً مركزياً للذات الإسبانية وهويتها الحضارية المتميِّزة. بل إن ثمة مستشرقين إسبانيّين لهم نظرة مُخالِفة لهذا التراث، تصل أحياناً إلى حدّ استصغاره وإنكاره. وعلى العموم، يمكننا تقسيم حركة الاستعراب الإسباني، التي أخذت في الانتعاش منذ أواخر القرن التاسع عشر، إلى أقسام، حصرها أحدُهم، وهو الباحث المصري حامد أبو أحمد، في أربعةٍ أساسيةٍ. بحيث ينظر أحدها إلى الإسلام والعروبة وتراثهما نظرة استخْفافٍ تضْمر حقداً دفيناً لهما، ولا يدع أي فرصة سانحة تمرّ دون أن يكيل السباب والنعوت القادحة للعرب والمسلمين في الأندلس، وفي غيره من بلاد دار الإسلام، بعيداً عن روح البحث العلمي الموضوعي، ويعد كلاوديو ألبُرْنوس من أبرز مُتبَنِّي هذا الموقف تجاه التراث العربي الإسلامي. ويضم القسم الثاني جماعة من المستعربين الإسبان (مثل رامون بيدال) الذين اتجهوا، بأبحاثهم، إلى النّبْش في جذور الثقافة الإسبانية، التي يشكل ميراث العرب والمسلمين في الأندلس أحدَ روافدها الأساسية، ولكنهم لم يكونوا متخصِّصين في دراسة ذلك الميراث، بل كانوا يعتمدون على كتابات غيرهم ممّن عُرفوا باهتمامهم الكبير بالبحْث في الثقافة العربية الإسلامية الأندلسية. ويضم القسم الثالثُ جماعة من المستشرقين والمستعربين المتخصصين الذين بذلوا جهداً كبيراً في التنقيب في التراث العربي الإسلامي ببلاد الأندلس، وبحْثه، ودراسته بعد تحقيقه وفهرسته؛ على نحْو ما فعل ريبيرا، وأنخيل غونثاليث بالنسيا، وغارسيا غوميث، وفيرناندو دي لاگرانخا، وبيدرو مونتابيث، وكارمن رويث براﭭو، وبلاثيوس. ويمثل القسمَ الرابع لفيفٌ من المثقفين الإسْبان المعاصرين الذين لم يعرفوا اللغة العربية، ولكنهم أدركوا أهمية التراث الفكري الذي خلّفه مسلمو الأندلس، طَوالَ مدة وجودهم في إسبانيا، من خلال الاطّلاع على الكتابات التي أنجزها مُسْتعربو القسم السابق بالأساس؛ فبادَروا بالتوسُّع في دراسة هذا التراث، واستيحائه فيما يكتبونه شعراً ونثراً، وتعلم العربية، أحياناً، بوصفها المفتاحَ الذي به يستطيعون التعمُّق في تناول ذلك التراث الزاخر، وفهْمه بعمق. ومن هؤلاء خوان رامون خيمينيث، ومانويل ماتشادو، وفيديريكو غارسيا لوركا، وخوان غويتيسولو الذي آثَرَ الاستقرار في مراكش منذ سنوات.
المدرسة الاستشراقية الإسبانية:
إن غياب الأندلس عن ذاكرة الإنسان العربي، بعد سقوطها في أيدي الإسبان صاحَبَهُ حضور قوي للأندلس والأندلسيين في واقع الأمة الإسبانية، التي تشكّلت في شبه الجزيرة الأيبيرية عقب سقوط غرناطة. وهكذا نشط الاستشراق الإسباني، منذ مطالع القرن التاسع عشر، وظهر التراث الأندلسي لأوائل المستشرقين الإسبان «كنزاً» ثميناً، فأقبلوا عليه جيلاً بعد جيل، يدرسونه ويقوِّمونه، مقدرين ما ينطوي عليه من الإبداع والمعارف والعلوم. فعدُّوا المخطوطات الأندلسية تراثاً لهم، ولذا أخذوا في ترجمة بعضها إلى الإسبانية ودراستها، والاستفادة من مادّتها الغزيرة، الأدبية والعلمية، مثل تآليف (ابن الفرضي) و (ابن بشكوال) و (الضبّي) و (ابن الأبّار). وقد نشأ الاستشراق الإسباني في أحضان حركة عدائية لكل ما هو عربي ومسلم، وكان هدفها التحقير والانتقام والتشويه، وقد وصف المستعرب الإسباني (خوان غويتسولو) في كتابه (في الاستشراق الإسباني) نماذج من هذا النوع حين يكتبون عن الإسلام والمسلمين بقوله: «إنهم إنما يكتبون ويتصرفون وينطقون باسم المسيحية في مواجهة حضارة متدنية، وفي أفضل الأحوال فإن استحضار الماضي المجيد الذي عرفه العالم الإسلامي يدفعهم إلى التفجُّع على نحوٍ متحذلق على الانحطاط الحالي (الذي كان في رأيهــم محتــماً ولا مناص منه) وعلى عجزه الطبيعي عن هضم التقدم الأوروبي». ووصف (غويتسولو) دراسات المستشرقين الأسبان للغات الإسلامية بأنهم يدرسونها كما لو كانت «لغات حضارات منقرضة، ومقطوعة عن اللغات الحالية التي هي وريثها الشرعي، حاكمين عليها بذلك أنها تشكل عدماً أو ما هو أقل من العدم». واختلط الدافع الديني الحاقد بدافع استعماري سياسي حينما بدأت حركات الاحتلال الأوروبي للعالم الإسلامي وطمعت إسبانيا في المناطق المجاورة لها، فجندت مستشرقيها لإعداد الدراسات لمعرفة مواصفات السكان وطبائعهم وتجارتهم وزراعتهم، وكذلك معرفة اللغات واللهجات المحلية، وقد أنشأت الحكومة الأسبانية العديد من المراكز لتعليم العربية والعامية المغربية، وقد تجاوزت الخمسين مدرسة. وما تزال إسبانيا تحتفظ بالكثير من المخطوطات العربية في مكتباتها الكبرى كمكتبة الأسكوريال، ومكتبة مدريد الوطنية، ومكتبة جمعية الأبحاث الوطنية. أياً كانت ميول المستشرقين الإسبان وفئاتهم، فإنها تنطلق من موقف ديني نصراني موحد هو عدم الاعتراف الكامل بمساهمة الحضارة الإسلامية الأندلسية في النهضة الأوروبية. والمستشرقون الإسبان اعتزّوا بالتراث الأندلسي الباقي في بلادهم، وجعلوه (إسبانيّاً دماً)، مُغْفِلين، أو متجاهلين أنه (إسلاميُّ الروح).
منطلقات الدراسات الاستشراقية الإسبانية:
1- التحليل العرقي: عندما انطلقت الأيديولوجيات التي كانت سائدة في أوروبا لتناول مجموعة من المواضيع، ومن بينها: العمارة، المدينة... كان دائماً المعتمد أو السند هو البحث عن الأصل الإغريقي الروماني؛ فنجد على سبيل المثال (كلوديو سانشيز) يحلل المجتمع الأندلسي بتحليل عرقي منطلقاً من دعوى مفادها أن التركيبة السكانية في الفتوحات الإسلامية الأولى كانت قليلة من حيث العدد، وهذه القلة العددية لم تستطع أن تؤثر الأثر الكبير في السلالة الإسبانية التي كانت كبيرة وواسعة الانتشار، وقد قاد هذا التعصــب إلى حــد اعتبارهم عمالقةَ الفكر الأندلسي كـ (ابن حزم) وغيره إسبانيين؛ لأن الإسلام - في نظرهم - دين شبقي عاجز عن إنتاج مثل أولئك العمالقة، وحتى (ابن الحاج القرطبي) واضع أكبر ناعورة في فاس أرجعوا ذكاءه وألمعيته إلى تكوينه في وسط أسرة مسيحية، رغم أنه كان من الفقهاء الذين خلَّفوا ثروة علمية هامة.
2 - الدراسات الاستشراقية الإسبانية تتحدث بالأساس حول استبداد الشرق وعدم استقلاله وهذا النمط من التحليل ساد في معظم الدراسات.
3 - قضية إلغاء الفرد أو الفردية، وهي ظاهرة موجودة في جل الدراسات الاستشراقية، ومفاد هذه النظرة التركيز على بعض القبائل التي كان لها القدرة على التسيير الذاتي، وهو أمر استعمل في تحليل جل المجتمعات، ومثال ذلك التركيز على المجتمع المغربي من خلال إبراز الفسيفساء الاجتماعية التي كانت عائقاً أمام الوحدة السياسية، في بعض الفترات التاريخية. وجدير بالذكر أن هذه المنطلقات التي تحكمت في الدراسات الاستشراقية الإسبانية، هدفت بالأساس إلى ترسيخ مجموعة من المفاهيم في ذهن المتلقي، من بينها: أن الوجود الإسلامي في الأندلس كان بمنزلة وجودٍ كارثي، لكن سرعان ما امَّحى مع حروب الاسترداد بالأندلس. أن قيم الجدة والنبوغ في العطاءات الأندلسية لا يمكن فهمها إلا بالدم الإسباني؛ فـ (ابن القوطية) مثلاً في نظرهم كان مرتبطاً بالفكر الهلِّيني. و (ابن حزم) في كتابه (طوق الحمامة) كان من المتأثرين بالروح المسيحية أكثر من تأثره بالروح الإسلامية؛ لأن الروح الإسلامية في نظرهم روح عاجزة عن إبداع مثل تلك الأحاسيس الجياشة.
المصادر ؛
(1) محمد عبد الواحد العسري: الفكر الإسلامي بالأندلس في تصورات الاستشراق الاسباني - أعمال المؤتمر الدولي حول الأندلس، قرون من التقلبات والعطاءات - ق: 2- ص 253.
(2) عبد الله علي العليان: الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف. المركز الثقافي العربي، ط: 1- 1996م. ص: (9) وما بعدها.
(3) إدوارد سعيد: الاستشراق المعرفة السلطة الإنشاء. ترجمة كمال أبو ديب، ط: 1 1981م.
(4)خوان غويتسولو: في الاستشراق الإسباني. ترجمة كاضم جهاد (بيروت، 1987م) ص: (165).
(5) أحمد عبد الرحمن الكامون: التراث الإسلامي الأندلسي في ميزان الاستشراق - أستاذ اللغة والحضارة الإسبانية، بوجدة.
تابعنا على